زيادة محبه

زائر

زيادة محبه

* أننا وككل عبا الله في هذه الحياة نمر بأوقات ومواقف تتغير فيها شخصياتنا...وملامحنا...وطبيعة تصرفاتنا...ونبرة كلامنا وكميته...وحتى اختلاف اوقات ضحكنا وعبوسنا.

* نعم نعترف اننا نمر بكل ذلك وليس لسبب سوى متغيرات الدنيا ومنغصات الحياة وهمومها سواء كانت مادية او عملية او اجتماعية او صحية...ونعترف ايضا انه يحدث لنا ذلك غصبا عنا..ونعايشه دون ارادتنا..ونقاسي تكرار حدوثه مرات أخرى..ونتجرع مرارة أوقات حدوثه التي قد تقصر او تطول حسب حجم الموقف الذي سببه.

* كل ماذكر سابقا طبيعي ومقبول ومعقول ايا كان كمه وكيفه لكوننا نعيش على وجه هذه البسيطه...لكن الامر الذي يقلقنا ويرهقنا اكثر..ويؤثر في اعماقنا وعقولنا بحجم اكبر..هو ان يذهب احبابنا بعيدا في تفسيرهم لتغير حالتنا..باننا لم نحبهم كثيرا..ولانحرص على الاعتناء بهم والتعامل معهم كما يجب..واصبحنا نهملهم ونجافيهم ونتركهم يعانون الوحده والفراغ..وأصبحوا لايعرفون عنا شيئا سوا أننا مشغولون عنهم بأمر جلل قد يعصف بهم وبنا.

* وعندئذ يبدئون بفقدان أعصابهم ويقومون برشقنا بالكلمات الغير واضحه..ومقابلتنا بالافعال الغير موزونه التي تنبئنا بواطنها أن احبابنا يرون انه هناك من دخل حياتنا غيرهم وقاسمهم قلوبنا وشاركهم عقولنا وعواطفنا وصرف عنهم الكثير من نظرنا ورعايتنا لهم.

* وقتها يحيط بنا شئ من اليأس وبعض من الذهول وجزء لابأس به من ضعف الهمة والعزيمة في مواجهة متغيرات الحياة وتحمل أعباء الدنيا..لأن اقرب الناس الينا لم يفهموا جيدا مانحن فيه..ولم يحسنوا التقدير لما نعانيه ونعايشه..ولم يقوموا بواجبهم تجاهنا على الوجه الصحيح..وهو الوقوف بجانبنا والشد من أزرنا ومشاركتنا همومنا والتخفيف عتا حتى نمر بتلك الفترة العصيبة بسلام.

* عندها ورغم كل مانعانيه من أعباء الزمن وهمومه ومن سوء تقدير أحبابنا لما نحن فيه ومن ألم تزعزع ثقتهم بنا..الا أننا نقول لهم..أنكم انتم الوحيدون في قلوبنا ..وأنتم المتفردون بميزة محبتنا..والفائزون بأسر مشاعرنا وأحتكارها دون سواكم.

* ونقول لهم أيضا..أننا لو كنا نشك بأنه سيأتي وقت نبحث فيه عن غيركم لما أخترناكم دون الأخرين..ولو كنا نشك انه سيأتي يوم نفكر فيه ولو لمجرد تفكير أن نترك انسان يشارككم قلوبنا لما سلمناكم مفاتيح أفئدتنا من أول دقيقة تعرفنا فيها عليكم وارتبطنا بكم وتركنا لكم حرية امتلاك تلك المفاتيح الى آخر دقيقة في حياتنا.

**الخلاصة**
لو اتهمنا أحبابنا بالخيانة بسبب فرط محبتهم لنا...فذلك شي يفرحنا كثيرا رغم قساوته.